أردني - حصري - نادر سليمان - التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً دونالد ترامب على هامش لقائه برئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شأنها أن تقوّض كلّ آمال السلام، بل من الممكن أن تزيد من حجم الهوّة، وقد توجد صراعاً جديداً يجرّ المنطقة إلى كوارث جديدة.
الرئيس الأمريكي أهمل الحديث عن حلّ الدولتين، حيث أكّد أنّ حلّ الصراع في فلسطين لا يعني بالضرورة إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة، بل أكّد على يهوديّة الدولة الإسرائيليّة، وأعلن عزمه الجادّ نقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس على اعتبار أنّها عاصمة للدولة الإسرائيليّة.
كما لم يتطرّق ترامب إلى خطر الاستيطان باعتباره انتهاكاً صريحاً لحقوق الفلسطينيين وتقويضاً لتطبيق القرارات الدوليّة، بل ألمح إلى كونه حقّاً للإسرائيليين، وهذا بحدّ ذاته يُعتبَر أمراً خطيراً ومؤشّراً صعباً للغاية.
بالمحصّلة، حديث الرئيس الأمريكي يعكس فعليّاً جديّة خطابه السياسي وبرنامجه الانتخابي عندما ترشّح كممثّل عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة، والذي وقف فيه علانيّة إلى جانب إسرائيل وممارساتها المخالفة لكلّ قرارات الشرعيّة الدوليّة.
هذا يتطلّب جهداً عربيّاً، وموقفاً جازماً ضدّ هذه السياسات،والضغط الجادّ على الإدارة الأمريكيّة للتراجع عن هذه التصريحات، ومحاولة دفع عمليّة السلام نحو الأمام بدلاً من تقويضها، وفقاً لحلّ الدولتين الذي تدعمه ثلثا دول العالم.
على الإدارة الأمريكيّة أن تدرك تماماً أنّه بدون إحقاق العدالة للشعب الفلسطيني، فإنه لا يمكن أن يكون هنالك حلٌ للقضيةّ الفلسطينيةّ، وستبقى الأمور في انحدار مستمرّ؛وإحقاق العدالة في فلسطين يتمثل بإعادة حقوق الفلسطينيين الوطنية المشروعة، وفي مقدّمتها حقهم في قيام دولتهم المستقلة القابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشريف، ويتبعها جميع قضايا الحل النهائي، من حدود ومياه ولاجئين.
وعلى الرئيس ترامب أن يدرك أيضاً أنّ غياب الحلّ للقضيّة الفلسطينيّة وإبقاء الظلم على الشعب الفلسطيني الشقيق من شأنه أن يغذّي التطرّف والإرهاب في المنطقة، ويعطي الإرهابيين الذريعة لتبرير أفعالهم الإجرامية.
ربِّ اجعل هذا البلد آمناً..